يخطو المغرب خطوة حاسمة في تحوله الرقمي. بمبادرة من وزارة التحول الرقمي وإصلاح الإدارة، ستجمع أولى المناظرات الوطنية للذكاء الاصطناعي (IA) خلال يومين في الرباط مجموعة واسعة من الفاعلين الوطنيين والدوليين حول موضوع: “استراتيجية فعّالة وأخلاقية للذكاء الاصطناعي في خدمة مجتمعنا”.
تحت رعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهدف هذه المناظرات إلى تشكيل رؤية مغربية سيادية للذكاء الاصطناعي، تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية وتستجيب لأولويات البلاد الاستراتيجية. سيتولى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، رئاسة هذه اللقاءات التي ستجمع الوزارات، المؤسسات العامة، القطاع الخاص، الشركات الناشئة، الجامعات، المجتمع المدني، بالإضافة إلى الكفاءات من الجالية المغربية في الخارج.
الذكاء الاصطناعي كرافعة للسيادة والابتكار
بالنسبة للوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالتحول الرقمي، أمـال الفلاح-سغرُوشني، تشكل هذه المناظرات “لحظة حاسمة للسيادة التكنولوجية للمملكة”. وأكدت أن المغرب قادر على “رسم طريقه” في هذه الثورة التكنولوجية، مستفيدًا من الاستخدامات المتعددة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في مجالات الاقتصاد والخدمات العامة والتقدم الاجتماعي. وأضافت: “الديناميكية بدأت، والتحدي المقبل سيكون في تنفيذ جميع الأفكار الجيدة التي ستنبثق من هذين اليومين من النقاش”.
13 مشروعًا رئيسيًا لذكاء اصطناعي مؤثر
ستتمحور أعمال المناظرات حول 13 “رأسيًا” موضوعيًا، تعكس القطاعات التي تعتبر الأكثر ملائمة لتأثير تحولّي للذكاء الاصطناعي. من بينها: إصلاح الإدارة، التعليم، الصحة، الزراعة الذكية، الثقافة، الأمن، الإعلام، الصناعة 4.0، التعاون الدولي، الابتكار، بالإضافة إلى البنية التحتية والاستثمارات. سيكون اليوم الأول مخصصًا للجلسات التقنية والعروض التوضيحية من الشركات الناشئة المغربية التي تطور حلولًا مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي. بينما ستركز اليوم الثاني على قضايا الحوكمة والتعاون الدولي.
ختام موجه نحو العمل
في حفل الختام، سيتم تقديم التوصيات التي تم طرحها خلال المناظرات، ويُختتم بتوقيع بروتوكولات اتفاق مع المنظمات الوطنية والدولية. ستكون هذه الخطوة حاسمة لتحويل الطموحات إلى أفعال. من خلال هذه المبادرة، يعلن المغرب عن إرادته في عدم البقاء على هامش التحولات التكنولوجية العالمية الكبرى. ويهدف بشكل رئيسي إلى وضع الذكاء الاصطناعي في مسار مدروس، شامل وفي خدمة المصلحة العامة.