Table of Contents
احتفلت المغرب وكوريا بالعلاقات الثنائية القوية بينهما في احتفال بمناسبة عيد العرش، حيث تم التأكيد على الأهمية الاستراتيجية للشراكة بين البلدين. وشارك وفدان من البلدين في الحدث، الذي يعد منصة للاحتفال بذكرى الذكرى 26 لتولي الملك محمد السادس العرش.
تخلل الاحتفال تسليط الضوء على العلاقات المشتركة الممتدة على مر العقود، والمبنية على التضحية المتبادلة والدعم المتواصل. وفي كلمته خلال الفعالية، أكد السفير المغربي في كوريا، شفيق رشادي، أن هناك زخمًا استراتيجيًا متزايدًا بين البلدين.
كما كانت المناسبة فرصة لعرض الإنجازات الاقتصادية للمغرب، بالإضافة إلى تعميق الروابط مع كوريا في مختلف المجالات.
العلاقة التاريخية بين المغرب وكوريا
تعود العلاقة بين البلدين إلى فترة حرب كوريا، حيث شارك الجنود المغاربة إلى جانب قوات الأمم المتحدة للدفاع عن كوريا، وهو ما أسس لروابط قوية بين الشعبين. فقد دفع محمد العسري وجوليان جيان، وهما جنديان مغربيان، حياتهما في سبيل هذا الهدف، حيث توفيا في عامي 1951 و1953 على التوالي.
وأشار رشادي في كلمته إلى أن “هذين البطلين يرقدان بسلام في مقبرة الأمم المتحدة في بوسان، في تذكير نبيل بالروابط الإنسانية بيننا”.
جهود السفير الكوري في تعزيز العلاقات
من جانبه، تحدث سفير كوريا في المغرب، تشونغ كيي يونغ، الذي تم تكريمه مؤخرًا من قبل الملك محمد السادس بـ وسام العلوي، مؤكدًا أن جهوده ساهمت في الحفاظ على هذه الروابط التاريخية. فقد ساهمت جهوده في تحديد 16 من المحاربين المغاربة القدامى، ليصل العدد الإجمالي للمشاركين إلى 24، كما نشر كتابًا بعنوان “المغرب وكوريا: إخوة الدم“.
التعاون الاستراتيجي المعاصر
العلاقات بين المغرب وكوريا استمرت في النمو، حيث تم إطلاق مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية المغربية-الكورية في أبريل 2025، كما يتعاون البلدان في استعداداتهما لبطولة كأس العالم 2030.
شهد التعاون الاقتصادي تطورًا ملحوظًا، حيث قدمت كوريا 100 مليون دولار كمساعدات تنموية، وأبرمت صفقة هامة مع المغرب بقيمة 1.5 مليار دولار لتوريد القطارات الكهربائية.
الاستدامة والتعاون البيئي
أصبحت المشاريع البيئية أيضًا أحد مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين، مع مبادرات مشتركة مثل مشروع إعادة التشجير في ورزازات وبرامج الهيدروجين الأخضر التي تتماشى مع أهداف المغرب الطموحة للطاقة المتجددة.
وأشار السفير رشادي في كلمته إلى التحول الاقتصادي الذي حققه المغرب، حيث أصبحت أكثر من 40% من الكهرباء المنتجة في البلاد تأتي من مصادر متجددة، مع خطط للوصول إلى 52% بحلول عام 2030.
دور كوريا في دعم المغرب
لا تقتصر العلاقات بين البلدين على التعاون الاقتصادي والتجاري فقط، بل تمتد إلى دعم متبادل في مراحل محورية. فقد أظهرت كوريا دعمها الكبير خلال مسيرة الخضراء في 1975، التي ساهمت في تأمين السلامة الإقليمية للمغرب وإنهاء الاحتلال الإسباني للمنطقة.
واختتم السفير الكوري تصريحاته بالتأكيد على أن “المغرب وكوريا دائمًا كانا حاضرين لبعضهما البعض، من خنادق حرب كوريا إلى رمال المسيرة الخضراء…”، في تذكير بالدور المتبادل بين البلدين.
آفاق المستقبل
مع تعزيز المغرب مكانته كجسر بين أفريقيا وأوروبا والعالم العربي، سواء من خلال عودته إلى الاتحاد الإفريقي في 2017 أو موافقة 2022 على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، تواصل شراكة المغرب مع كوريا التطور، حيث تُمثل هذه العلاقة أساسًا متينًا للنمو المشترك والتعاون المستدام بين البلدين.