يُسجل المغرب حضوراً قوياً وبارزاً في الدورة الـ82 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي (من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2025)، خاصة عبر برنامج “جسر الإنتاج”، حيث يحل كضيف شرف لأول مرة في تاريخه، في خطوة تعكس نمو الصناعة السينمائية المغربية التي شهدت تصوير أكثر من 100 فيلم دولي في 2024، مولدة إيرادات تصل إلى 1.2 مليار درهم، وفق تقارير المركز السينمائي المغربي.
يُمثل هذا المشاركة فرصة استثنائية لإبراز الحيوية والإبداع في القطاع السينمائي المغربي، الذي يجذب استثمارات أجنبية سنوية تفوق 500 مليون درهم، مع التركيز على الشراكات الدولية التي أدت إلى إنتاج أعمال عالمية مثل “غلادياتور 2″ و”ميشن إمبوسيبل” المصورة جزئياً في المغرب.
بهذه المناسبة، أشرف وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، مساء الجمعة 29 أغسطس، على افتتاح مشاركة المغرب في أمسية مخصصة للمهنيين، حيث أكد على التقدم الملحوظ الذي يشهده القطاع السينمائي الوطني وإشعاعه العالمي، معبراً عن التزام الدولة بدعم تطويره وتعزيزه.
في هذا السياق، يتولى المركز السينمائي المغربي تنسيق هذه المشاركة، مما يجسد الزخم الذي يعيشه القطاع، ويؤكد مكانة المملكة كأرض خصبة للسينما، كما صرح مدير المركز محمد رضا بنجلون لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وأضاف أن “هذا الحضور الدولي يعكس حرص المغرب على الترويج لسينماه خارج حدوده، تنفيذاً لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يجعل منها أداة للترويج الثقافي والتنمية الاقتصادية”.
وأبرز بنجلون أن مهرجان البندقية يُعد منصة عالمية لتسليط الضوء على تنوع السينما المغربية وإبداعها، مع فرص للتعاون الدولي، خاصة مع مشاركة أكثر من 50 فيلم مغربي في مهرجانات دولية في 2025.
لتعزيز جاذبية المغرب كوجهة سينمائية، نظم المركز ثلاث جلسات نقاش جمعت منتجين مغاربة وأجانب.
من بينها، جلسة بعنوان “الحوافز والفرص عبر نظام ‘الدعم المالي’ (CASH REBATE)”، التي قدمت للمهنيين الأجانب مزايا هذا النظام الذي يتيح استرجاع 30% من نفقات الإنتاجات الأجنبية المصورة في المغرب، إلى جانب الإمكانيات اللوجستية التي تجعل المملكة خياراً مفضلاً للإنتاجات العالمية.
شملت الجلسة، التي أدارتها المنتجة البارزة وعضو أكاديمية الأوسكار خديجة العلمي، عرضاً لأشرطة ترويجية (showreels) لشركات الإنتاج المشاركة، بالإضافة إلى فيديوهات تبرز أفلاماً دولية مصورة في المغرب بفضل هذا النظام.
في السياق ذاته، أكد المنتج كريم دباغ، الذي كانت شركته أول مستفيد من نظام “الدعم المالي”، أن تأثيره يتجاوز المجال السينمائي، قائلاً: “نظام (CASH REBATE) ليس مجرد حافز للإنتاج، بل يخلق فرص عمل ويشكل محركاً حقيقياً للتنمية الاقتصادية”.
من جهتها، شددت المنتجة مريم لي أبو نعوم على تميز المغرب كوجهة تصوير، مضيفة: “المملكة أكثر من مجرد وجهة: إنها مزيج مثالي من الجمال والثقافة والخبرة المهنية. هنا، الأفلام لا تُصوَّر فحسب… بل تُعاش”.