أمتع مهرجان “نجم كناوة” في نسخته الثالثة عشرة جمهور الدار البيضاء، مساء الخميس 21 غشت 2025، بأمسية افتتاحية استثنائية أُقيمت بساحة الأمم المتحدة، حيث تمازجت إيقاعات الكناوة الأصيلة مع الأجواء الاحتفالية. افتتحت الأمسية فرقة “جذور كناوة” بحفل موسيقي مبهر، تلته عروض للمعلمين أيوب بوستة، محمد العمري، وسعيد الكبانتي، الذين أبرزوا عمق وأصالة المدرسة الكناوية.
وفي موازاة ذلك، جابت مواكب كرنفالية شوارع العاصمة الاقتصادية، معززةً بتنوع إيقاعي يعكس الثراء الثقافي المغربي. وأضافت هذه العروض لمسة من الحيوية، حيث تجسدت فيها روعة التراث المغربي بألوانه وأنغامه.
مهرجان يتجاوز الموسيقى في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت شيماء العوينة، مديرة المهرجان، أن “نجم كناوة” ليس مجرد حدث موسيقي، بل فضاء للتلاقي بين الأجيال، وتبادل فني وثقافي، ومنصة لإبراز التراث الكناوي كجزء أساسي من الهوية المغربية. وأضافت أن المهرجان يهدف إلى الحفاظ على هذا الفن الروحاني العريق وتعزيز إشعاعه محليًا وعالميًا، من خلال برمجة متنوعة تحتفي بالمواهب الشابة وتكرم المعلمين الكبار الذين حملوا لواء هذا الإرث عقودًا طويلة.
برمجة غنية ومتنوعة تستمر فعاليات المهرجان يومي الجمعة والسبت 22 و23 غشت 2025، بحضور معلمين بارزين مثل المعلم حميد القصري، أيقونة الكناوة، والمعلمة حليمة القرد، رمز المشاركة النسائية في هذا الفن، إلى جانب المعلمين إسماعيل رحيل، منصف بوبول، أنس لخصاصي، طه دحوسة، وأمين الداودي، بالإضافة إلى فرقة “إسمكان أنور شتوكة”. كما يشارك دي جي رامان، الذي يقدم مزيجًا عصريًا يجمع بين إيقاعات الكناوة وأنغام حديثة، ليضفي لمسة معاصرة على هذه النسخة.
فعاليات إضافية تشمل البرمجة أيضًا ورشة إبداعية موجهة للأطفال، ومعرضًا للجمعيات التعاونية الحرفية بالدار البيضاء، مما يعزز البعد الاجتماعي والاقتصادي للمهرجان. ويُنظم المهرجان على مدى ثلاثة أيام بدعم من جماعة الدار البيضاء، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجلس الجهوي لجهة الدار البيضاء-سطات، ليؤكد مكانته كفضاء احتفالي يجمع بين الموسيقى، الروحانيات، والتقاليد.