عبّر حزب Umkhonto weSizwe (MK) الجنوب إفريقي، خلال زيارة رسمية لرئيسه جاكوب زوما إلى المغرب، عن دعمه الواضح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل “جدي وواقعي وذي مصداقية” للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وقد تم الإعلان عن هذا الموقف من مقر وزارة الشؤون الخارجية بالرباط، عقب لقاء جمع زوما بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وأكد جاكوب زوما، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، في تصريحاته الصحفية أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تمثل “حلًا متوازنًا يسمح لسكان الصحراء بممارسة حكم ذاتي فعلي، مع الحفاظ على سيادة المغرب ووحدته الترابية”.
موقف يتماشى مع رؤية إفريقية موحدة
وشدّد زوما على أن دعم حزبه لهذه المبادرة يندرج في إطار رؤية إفريقية تقوم على احترام سيادة الدول وتعزيز استقرار القارة، معتبرًا أن جهود المغرب لاسترجاع وحدته الترابية تتماشى مع التزام حزب MK بالدفاع عن وحدة الدول الإفريقية واستقلالها.
كما دعا زوما المجتمع الدولي إلى دعم المبادرة المغربية، مؤكدًا أن الاقتراح يُسهم في تعزيز السلم والاستقرار والتنمية في المنطقة، ويتجاوب مع التوجه المتزايد من قِبل العديد من الدول الإفريقية والدولية المؤيدة لهذه المبادرة.
وثيقة رسمية للحزب تؤكد مغربية الصحراء
وكان حزب MK قد نشر الشهر الماضي وثيقة سياسية بعنوان:
“شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية، التحرر الاقتصادي، والسلامة الترابية: المغرب”، أكد فيها أن الصحراء كانت تاريخيًا جزءًا من المغرب قبل الاستعمار الإسباني في نهاية القرن التاسع عشر، وأن “البيعة التي قدمتها القبائل الصحراوية للعرش المغربي” تشكّل أساسًا قانونيًا وتاريخيًا واضحًا لهذه السيادة.
كما ذكّرت الوثيقة بـالمسيرة الخضراء التي قادها المغرب عام 1975، ووصفتها بأنها “حركة تحرير سلمية وغير مسلحة شارك فيها أكثر من 350 ألف مغربي، شكلت لحظة فارقة في عملية استرجاع الأقاليم الصحراوية”.
علاقات مغربية – جنوب إفريقية متجددة
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء الذي جمع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بالرئيس زوما سنة 2017 على هامش قمة الاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوروبي في أبيدجان، شكّل نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين الرباط وبريتوريا، ومهد الطريق لفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي والاستراتيجي بين البلدين.