Table of Contents
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إفي دفرين، في مؤتمر صحفي يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، أن القوات الإسرائيلية تسيطر حاليًا على حوالي 40% من أراضي مدينة غزة، بما في ذلك أحياء الزيتون وشيخ رضوان. وأكد دفرين أن العمليات تهدف إلى “تدمير البنية التحتية لحركة حماس”، مشيرًا إلى أنها “ستتوسع وتتكثف في الأيام القادمة”، وستستمر حتى إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين وإنهاء سيطرة حماس.
تفاصيل العملية العسكرية
بدأت إسرائيل عملية هجومية في مدينة غزة يوم 10 أغسطس 2025، بهدف القضاء على مقاتلي حماس، وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأفاد سكان غزة بأن القوات الإسرائيلية قصفت أحياء الزيتون، صبرا، التفاح، والشجاعية من البر والجو، فيما دفع الجيش بدبابات إلى الجزء الشرقي من حي شيخ رضوان، مما تسبب في تدمير منازل وإشعال حرائق في مخيمات الخيام.
أشار دفرين إلى أن رئيس أركان الجيش إيال زامير أبلغ مجلس الوزراء أن غياب “خطة لليوم التالي” سيؤدي إلى فرض حكم عسكري إسرائيلي في غزة، وهو ما يدعمه أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، لكن الأخير رفض هذا الخيار حتى الآن.
الأوضاع الإنسانية
أثارت العملية انتقادات دولية حادة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، قُتل 53 شخصًا على الأقل يوم الخميس، معظمهم في مدينة غزة، حيث تقدمت القوات الإسرائيلية إلى ضواحي المدينة، وهي الآن على بعد كيلومترات قليلة من مركزها. كما أفادت تقارير بتدمير منازل ومخيمات خيام، خاصة في حي شيخ رضوان، حيث استخدمت إسرائيل مركبات مدرعة مفخخة لتدمير مبانٍ سكنية.
أكد مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة أنه “لا يوجد مكان آمن في غزة”، بما في ذلك المناطق التي حددتها إسرائيل كـ”مناطق إنسانية”. وأشاروا إلى أن 370 شخصًا، منهم 131 طفلًا، توفوا بسبب سوء التغذية والجوع في الأسابيع الأخيرة، نتيجة نقص الغذاء الحاد الناجم عن الحصار.
ردود فعل دولية
أدانت منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، العمليات العسكرية، محذرة من تفاقم الأزمة الإنسانية. ووصف أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، هذا النزوح بأنه “الأخطر منذ بدء الحرب”، مشيرًا إلى فقدان الناس للثقة في المناطق الآمنة. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “دمار هائل” إذا استمرت العملية العسكرية في غزة.
خلفية الحرب
بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر 251 رهينة. ردت إسرائيل بحملة عسكرية واسعة النطاق، أدت إلى مقتل أكثر من 63,000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة.
يُذكر أن مدينة غزة، التي كانت موطنًا لنحو مليون شخص قبل الحرب، تعرضت لدمار واسع في الأسابيع الأولى من الصراع عام 2023، وعاد مئات الآلاف للعيش وسط الأنقاض بعد إجلائهم إلى مناطق أخرى.