Table of Contents
كشفت مؤسسة Gen J في الدار البيضاء عن نتائج أول مسح وطني حول الابتكار بالمغرب، والذي أعد بمشاركة أكثر من 370 فاعلاً اقتصادياً وأكاديمياً ومالياً. وجاءت نتائجه لتؤكد أن المملكة تمتلك دينامية واعدة في مجال الابتكار، لكنها تصطدم بعدة عوائق هيكلية، أبرزها ضعف التمويل وغياب الروابط القوية بين عالم الأعمال والجامعات.
تناقض بين الطموح والممارسة
أفادت الدراسة أن 77% من الشركات المغربية تؤكد أنها تنفذ مبادرات مبتكرة، لكن فقط 3 من أصل 10 تعتبر الابتكار محوراً أساسياً في استراتيجيتها. وهو ما يعكس فجوة واضحة بين الممارسة والاعتراف الاستراتيجي بقيمة الابتكار.
كما أظهرت النتائج أن الابتكار يتركز أساساً على تطوير المنتجات (82%)، عبر تحسين الجودة أو تخصيص العروض، دون أن يشمل بعدُ بشكل واسع الابتكار الإداري أو التنظيمي.
انفتاح تدريجي على الشراكات
- نحو نصف الشركات صرحت بأنها بدأت شراكات مع أطراف خارجية، ما يعكس دخول ثقافة الابتكار المفتوح تدريجياً إلى النسيج الاقتصادي.
- الابتكار الإداري والتنظيمي بدأ هو الآخر في الظهور، مدفوعاً بتطور الكفاءات وأساليب العمل التعاوني.
التمويل.. العقبة الأكبر
تظل صعوبة الولوج إلى التمويل العائق الرئيسي أمام الشركات، حيث تعتبره شركة من أصل اثنتين أكبر حاجز أمام تطوير مشاريعها.
كما أن العلاقة بين المؤسسات الأكاديمية والشركات تبقى هشة، إذ لا تتعدى نسبة التعاون مع الجامعات والمختبرات العلمية 33%، ما يحرم الابتكار من الاستفادة من البحث العلمي والخبرات المتقدمة.
توصيات عملية نحو 2030
خلص التقرير إلى ضرورة الانتقال من التشخيص إلى الفعل، واقترح مجموعة من التوصيات العملية أبرزها:
- الاستثمار في التعليم والبحث العلمي لتأهيل كفاءات المستقبل.
- تطوير آليات التمويل لدعم الشركات الناشئة والمشاريع المبتكرة.
- إدماج الابتكار في صلب السياسات الصناعية كرافعة للتنافسية.
- إرساء حوكمة وطنية للابتكار تنسق بين مختلف الفاعلين.
- بناء نظام وطني متكامل للابتكار يعزز التعاون بين الجامعات والمقاولات.
- إطلاق مشاريع جماعية كبرى قادرة على تحويل الدينامية الحالية إلى نتائج ملموسة.
نحو “أمة الابتكار”
أكد طارق حدادي، رئيس مؤسسة Gen J، أن الهدف لا يقتصر على التشخيص بل على جعل الابتكار رافعة حقيقية للنمو والتنافسية، مضيفاً أن المغرب يمتلك الكفاءات والديناميات الكفيلة بتحقيق تحول نحو “أمة الابتكار” بحلول 2030، شرط توحيد الجهود وتنسيقها.
من جانبها، شددت لمياء حناوي، المديرة العامة لشركة W-Adviser، على أن الابتكار سيبقى مجرد شعار فارغ ما لم يتم تعزيز الروابط بين الجامعات والشركات والقطاع العام عبر مبادرات عملية.
وبهذا التقرير، تكون مؤسسة Gen J قد وضعت لبنة جديدة في بناء ثقافة الابتكار بالمغرب، عبر تسليط الضوء على مكامن القوة والضعف، وفتح النقاش حول كيفية جعل الابتكار قاعدة صلبة للتنمية والتنافسية في السنوات القادمة.