أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، يوم الإثنين بمدينة بنجرير، بشكل رسمي البرنامج الوطني لدعم البحث التنموي والابتكار للفترة الممتدة ما بين 2025 و2028، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز موقع المغرب في مجال البحث العلمي والابتكار، وتوظيفه كرافعة رئيسية للتنمية الوطنية.
وجاء إطلاق هذا البرنامج في إطار تفعيل اتفاقية إطار وقّعها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، إلى جانب الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب، وذلك بهدف إطلاق طلبات مشاريع تركز على مواضيع ذات أولوية وطنية واستراتيجية.
ويبلغ الغلاف المالي المرصود لهذا البرنامج مليار درهم، يتم تمويله بشكل مشترك بين الوزارة والمجمع الشريف للفوسفاط، ويوزع على أربع دورات تمتد من سنة 2025 إلى سنة 2028. وتشمل ميزانية البرنامج تخصيص 200 مليون درهم لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، في إطار سياسة تهدف إلى تعزيز اندماج هذه الكفاءات في منظومة البحث والابتكار الوطنية، بالإضافة إلى دعم التميز العلمي، وتكوين جيل جديد من الباحثين القادرين على مواجهة التحديات المستقبلية، فضلاً عن تنويع مصادر التمويل الضرورية للنهوض بمجال البحث العلمي.
ويطمح البرنامج إلى تعزيز التميز العلمي في ميادين استراتيجية متعددة تشمل الماء، والفوسفاط ومشتقاته، والصحة، والأمن الغذائي، والطاقات المتجددة، إلى جانب العلوم الإنسانية والاجتماعية. كما تساهم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في تسريع تحقيق نتائج ملموسة من خلال مختبراتها المتطورة وشبكة شراكاتها الدولية.
وتتضمن النسخة الأولى من البرنامج الوطني ثلاث مبادرات فرعية موجهة، تشمل برنامج “ابن بطوطة” الذي يركز على دعم الباحثين الشباب وتمكينهم من الانخراط في مشاريع تنموية، وبرنامج “ابن البناء” الموجه نحو مجالات ذات أولوية ابتكارية، وأخيرًا برنامج “النفزاوية” الهادف إلى تعزيز نقل التكنولوجيا وربط البحث العلمي بمقتضيات السوق الاقتصادي من خلال تثمين نتائج البحث العلمي وتحويلها إلى مشاريع منتجة للثروة.
وخلال حفل الإطلاق الرسمي، تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تنفيذية لتفعيل هذه البرامج الفرعية، وذلك بحضور عدد من الشخصيات البارزة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، من ضمنهم عبد الهادي صهيب، الكاتب العام لمؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، وجميلة العلمي، مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وهشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بالإضافة إلى شخصيات أكاديمية وممثلي عدد من المؤسسات الوطنية ذات الصلة.