Table of Contents
شهدت مدينة الرباط، يوم الأحد، احتفالًا مؤثرًا بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على تأسيس المرصد الوطني لحقوق الطفل، وذلك برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم، التي أشرفت على فعاليات هذا الحدث الوطني البارز، بمشاركة شخصيات حكومية رفيعة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وشركاء مؤسساتيين، إلى جانب برلمانيين شباب من مختلف جهات المملكة.
ثلاثون سنة من الالتزام والدعوة المتجددة
نُظّمت هذه الاحتفالية ضمن أشغال المؤتمر الوطني السابع عشر لحقوق الطفل، الذي يُجسّد استمرار المغرب في جعل قضايا الطفولة في صلب السياسات العمومية. وقد شدد المتدخلون على أن حماية الطفولة أولوية وطنية بامتياز، وهو ما تُجسّده الإصلاحات الكبرى في مجالي التعليم والحماية الاجتماعية، التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أهمية خاصة.
عرض فني ورسائل قوية
افتُتحت الاحتفالية بعرض رقص معاصر يحمل عنوان “معركة المرصد من أجل حقوق الطفل”، قدمه مجموعة من الشباب الموهوبين، تلاه عرض سمعي بصري استعرض أبرز محطات المرصد الوطني منذ تأسيسه، مركّزًا على مبادئه الأساسية: صون حقوق الطفل، الاعتراف بالصحة النفسية كأولوية وطنية، وتسريع رقمنة الخدمات الموجهة للأطفال.
تطبيق رقمي مبتكر لصحة الطفل
من أبرز محطات الحدث، الإعلان عن تطبيق جديد مخصص للآباء يحمل اسم “دفتر صحة الطفل”. ويُقدّم الإصدار الأول منه إرشادات حول التغذية، النمو المبكر، والوقاية الصحية. فيما يُرتقب إطلاق نسخة أكثر تطورًا لاحقًا، تشمل تتبع زيارات الطبيب، سجلات التلقيح، وتذكيرات صحية تلقائية. ويُطوّر هذا المشروع بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
توقيع اتفاقيات لتعزيز حقوق الطفل
شهدت المناسبة توقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية:
- الأولى مع وزارة التضامن، لدعم خطة العمل 2025–2027، من خلال التكوين وتعزيز قدرات برلمانيي الشباب؛
- الثانية مع وزارة الداخلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لتوسيع برنامج الدعم النفسي للأطفال ليشمل المناطق القروية، مع التركيز على السنوات الأولى من حياة الطفل؛
- الثالثة مع المعهد العالي للقضاء، لإدماج الصحة النفسية في التكوين القضائي، وفتح آفاق البحث المشترك في مجال رعاية الطفولة.
تكريم رموز الدفاع عن الطفولة
وفي لحظة مؤثرة، تم تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت لعقود في دعم قضايا الطفولة، من بينهم الوزيرة نادية فتاح، التي نالت إشادة على دعمها المتواصل للمرصد، والوزير السابق للتعليم مولاي إسماعيل العلوي، والفاعلة الجمعوية أمينة الوريد، التي احتُفي بها لجهودها المتواصلة طيلة 35 سنة.
عزم مستمر لمستقبل أفضل
سادت الاحتفالية أجواء من الامتنان والتأمل والتفاؤل، حيث تم الاعتراف بالمنجزات الكبيرة التي تحققت خلال العقود الثلاثة الماضية، مع التأكيد على أن الطريق ما زال طويلًا. فالهدف لم يتغير: ترسيخ حقوق الطفل كمرتكز أساسي في السياسات العمومية، وضمان حماية دائمة وكاملة للطفولة المغربية.