يضع المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم اللمسات الختامية على تحضيراته عبر مباراتين وديتين حاسمتين؛ إذ يلاقي موزمبيق غدًا الجمعة، ثم أوغندا يوم الثلاثاء المقبل، في افتتاح ملعب طنجة الكبير بهيئته المونديالية الجديدة.
تشكل الوديتان الفرصة الأخيرة قبل ضربة البداية الرسمية لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، المقررة من السبت 21 دجنبر 2025 إلى الأحد 18 يناير 2026 بالمغرب. وبعد سلسلة انتصارات رفعت سقف الطموح، بدأ الناخب الوطني وليد الركراكي توجيه البوصلة نحو جودة الأداء: ثبات تكتيكي أعلى، انسجام أكبر بين الخطوط، وقدرة أفضل على فكّ تكتلات الفرق التي تعتمد الدفاع المتأخر.
تتزايد تساؤلات الجماهير بشأن ثبات الخط الخلفي في ظل توالي الإصابات وتغيّر الأسماء في محور الدفاع. ولأجل تحقيق التوازن بين الخبرة والاندفاع، استدعى الركراكي القائد رومان سايس العائد بعد غياب، إلى جانب الشاب عبد الحميد أيت بودلال (19 عامًا) مدافع رين الفرنسي، لتعويض غياب نايف أكرد.
من الناحية الخططية، سيواجه “الأسود” خصومًا يميلون إلى التكتل أمام مرماهم، ما يفرض على المجموعة ابتكار حلول هجومية متنوعة—من تدوير الكرة بسرعة واستغلال الأطراف والتمريرات العمودية القصيرة، إلى الاستفادة من الكرات الثابتة والضغط بعد الفقدان.
ورغم توالي النتائج الإيجابية وتسجيل رقم قياسي في أكتوبر الماضي، ما زال الأداء الجماعي محل نقاش لدى جزء من الصحافة والجمهور، خاصة حين يتعلق الأمر بفرض إيقاع المنتخب أمام فرق منظمة دفاعيًا. لذلك تُعد مواجهة موزمبيق ثم أوغندا مختبرًا عمليًا لإثبات نجاعة الخيارات التكتيكية ومعالجة مواطن الضعف.
يبقى محور الدفاع التحدي الأبرز قبل الكان، في ظل غياب أسماء أساسية مثل أشرف حكيمي ونايف أكرد بداعي الإصابة؛ مع احتمال عودة حكيمي بعد نهاية دور المجموعات، وإمكانية غياب أكرد عن إحدى المباراتين على الأقل. ولتغطية هذا النقص، يعوّل الطاقم على خبرة سايس، غير أنّ البدائل لم تبلغ بعد سقف الجاهزية التنافسية المطلوبة، ما يحدّ من هامش المناورة.
وإلى جانب سايس، يبرز خيارا أدم ماسينا وجواد الياميق، لكن قِلّة الدقائق مع الأندية قد تنعكس على نسق اللعب وسرعة الارتداد عند مواجهة منتخبات تجيد الهجمات المرتدة.
على المستوى النفسي والمعنوي، تمنح الوديتان فرصة لتعزيز الثقة وبناء الكيمياء داخل المجموعة، خصوصًا مع عودة بعض العناصر وتجربة وجوه جديدة في مواقف تتطلب انضباطًا تكتيكيًا وقدرة على حلّ معضلة الدفاعات المنخفضة. كما يتيح اللعب في طنجة اختبار الاستجابة تحت تأثير الدعم الجماهيري وتجريب آليات هجومية قبل الرهان الرسمي الكبير.
خلاصة القول: صداما موزمبيق وأوغندا بمثابة امتحان شامل لمدى قدرة المنتخب على إدارة المباريات أمام خصوم منظمين دفاعيًا، واختبار لكفاءة الركراكي في بناء فريق متوازن يواصل حصد النتائج ويقدّم أداءً يطمئن الجماهير قبل صافرة انطلاق الكان على أرض الوطن.
ويبقى حلم المغاربة قائمًا في استعادة اللقب القاري للمرة الثانية في التاريخ، بعد تتويج 1976 في إثيوبيا.