يتجه القادة السياسيون الأوروبيون من مختلف الأطياف، يمينًا ويسارًا، نحو سياسات أكثر صرامة تجاه المهاجرين غير الشرعيين، لكنهم لا يصلون إلى حد الإجراءات القاسية التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومع ذلك، كان للتغييرات الأخيرة تأثير كبير، لا سيما في بريطانيا، التي أعلنت في 16 نوفمبر عن قواعد إقامة جديدة للمهاجرين غير الشرعيين، حيث ضاعفت الفترة المطلوبة للحصول على الإقامة الدائمة من 5 إلى 20 عامًا.
بريطانيا تلغي ”البطاقة الذهبية“ وتمدد الفترة إلى 20 عامًا
وفقًا لوزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود، فإن ممارسة ”الحصول على البطاقة الذهبية“ لطالبي اللجوء، لمكافحة الهجرة غير الشرعية التي ”تمزق البلاد“ واستعادة السيطرة على الحدود. تشمل الإصلاحات ما يلي:
- 20 عامًا من الإقامة الدائمة للمهاجرين غير الشرعيين (أطول فترة في أوروبا).
- 10 سنوات للاجئين من خلال برامج قانونية جديدة.
- مراجعة مؤقتة كل 30 شهرًا لوضع اللاجئين.
وأشار محمود إلى أن الحكومات البريطانية السابقة فشلت في كبح تدفق المهاجرين عبر القناة الإنجليزية، حيث يغرق العشرات كل عام في قوارب غير صالحة للإبحار. من 2021 إلى 2025، انخفض العدد الإجمالي للمهاجرين إلى النصف مقارنة بذروة عام 2023 (906000 وافد)، لكن طلبات اللجوء وصلت إلى 109343 في عام 2025، أي أقل من ألمانيا (218550) وإسبانيا (164830) وفرنسا (159,260) وإيطاليا (151,525).
الدنمارك: نموذج يحتذى به: 95٪ رفض وإقامة مؤقتة
أصبحت الدنمارك ”النموذج المثالي“ لسياسة الهجرة، كما وصفها المستشار الألماني فريدريش ميرز. لسنوات، منحت الدنمارك تصاريح إقامة لمدة عام أو عامين دون ضمانات دائمة، بشرط أن يتعلم المتقدمون اللغة ويعملوا للحصول على إقامة دائمة، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 95٪ في الطلبات المقدمة من سوريا ونيجيريا والعراق وأفغانستان والسودان. أرسلت بريطانيا وفدًا إلى كوبنهاغن الصيف الماضي لدراسة النظام، على الرغم من انتقادات منظمات حقوق الإنسان والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي اعتبرته ”غير قانوني“.
تشهد أوروبا ككل انخفاضًا في طلبات اللجوء
انخفضت طلبات اللجوء في معظم الدول الأوروبية بين عامي 2021 و 2025، لكن بريطانيا شهدت زيادة، وفقًا لإحصاءات وزارة الداخلية البريطانية. ومع ذلك، أعلنت الحكومة الجديدة عن ترحيل 50 ألف مهاجر غير شرعي منذ يوليو 2024.