نجح مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء في تجاوز عتبة رمزية هامة خلال عام 2025، حيث سجل عبور أكثر من 11 مليون مسافر على مدار العام. ويؤكد هذا الرقم الدور المتنامي للمطار كمركز جوي رئيسي للمملكة المغربية وبوابة استراتيجية حيوية نحو القارة الأفريقية.
ويعكس هذا الحاجز التاريخي حالة من التعافي المستمر والنمو المطرد في حركة النقل الجوي، مدفوعا بانتعاش القطاع السياحي وتوسيع شبكة الخطوط الجوية، فضلا عن تعزيز الربط الجوي للمغرب مع وجهات دولية في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. ويستمر مطار الدار البيضاء في الاستحواذ على حصة كبيرة من حركة النقل الدولية للمملكة، حيث يخدم المسافرين بغرض الترفيه أو العمل، بالإضافة إلى المسافرين العابرين الذين يتخذون من المغرب محطة رئيسية لرحلاتهم الإقليمية.
ويسلط هذا الأداء الضوء على نتائج الاستثمارات المتواصلة في البنية التحتية المطارية، وتحسين إدارة تدفقات المسافرين والارتقاء بجودة الخدمات. وقد ساهمت عمليات تحديث المحطات الجوية، وتطوير الخدمات اللوجستية، واعتماد الأنظمة الرقمية في العمليات التشغيلية، في استيعاب هذه الأحجام المرتفعة من حركة المرور دون تسجيل اضطرابات كبرى في سير العمل. وتندرج هذه التطورات ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى دعم النمو السياحي، واحتضان التظاهرات الدولية الكبرى، وترسيخ مكانة المغرب كجسر يربط بين القارات.
ويعزز الوصول إلى حاجز 11 مليون مسافر من مكانة الدار البيضاء كمنصة طيران استراتيجية في أفريقيا، كما يؤكد جاهزية المملكة لاستقبال الأعداد المتزايدة من الزوار ودعم الفعاليات الضخمة المرتقبة في السنوات المقبلة. ومع استمرار تصاعد حركة الملاحة الجوية، يظل أداء المطار مؤشرا جليا على كفاءة البنية التحتية المغربية والرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد في مجالات النقل والربط الدولي.