يترقب عشاق الكرة المغربية بفارغ الصبر قرارات الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي يقترب من تحديد التشكيلة النهائية لأسود الأطلس في كأس أمم إفريقيا، المقررة على أرض المغرب من 18 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026. ومع اقتراب انطلاق المنافسات، يسود التوتر أوساط الوسط الرياضي، وسط مناقشات حادة حول اللاعبين الذين سيحملون مسؤولية تمثيل المنتخب في هذا الحدث القاري الكبير.
خليط من الإيجابيات والمخاوف داخل أروقة الفريق الوطني في حين يعيش بعض اللاعبين مرحلة تألق ملحوظة مع نواديهم، تواجه عناصر أخرى صعوبات بسبب الإصابات أو نقص المنافسة، مما يعقد مهمة الركراكي في هذه اللحظات الحاسمة. وبينما يطالب الجمهور بقائمة قادرة على التنافس على الكأس، تطرح تساؤلات عديدة حول مدى استعداد بعض الأعمدة الرئيسية التي شكلت قوام المنتخب على مدى السنوات الماضية.
لاعبون انخفض مستواهم البدني من أبرز هؤلاء إبراهيم دياز، الذي ابتعد عن العديد من المباريات مع ريال مدريد، سواء جراء الإصابات أو بقائه احتياطياً، ما حرمته من الإيقاع اللازم لمثل هذه البطولة الكبرى. فمنذ انطلاقة الموسم، لم يلعب دياز لقاءً كاملاً، وظلت مشاركاته متفرقة ومحدودة الدقائق. الحال نفسه ينطبق على يوسف النصيري، الذي رغم اعتماده كلاعب أساسي في فنربخشة، إلا أن إحصاءاته الهجومية لا ترتقي إلى التوقعات، بعد تسجيله سبعة أهداف فقط في آخر 15 مباراة، مع فترات توقف عن التهديف أثارت تساؤلات حول حالته النفسية والبدنية. أما سفيان أمرابط، فيستمر غيابه بفعل الإصابة التي أبعدته عن آخر مباراتين لريال بيتيس، مع إمكانية عدم مشاركته في اللقاء القادم، ما يعزز الشكوك حول قدرته على الانضمام إلى التحضيرات الوطنية. وتبدو الأمور أكثر غموضاً بالنسبة لأشرف حكيمي، الذي يعاني من إصابة في الكاحل حالت دون مشاركته مع باريس سان جيرمان منذ مطلع نوفمبر، وسط مخاوف جدية من غيابه عن افتتاحية الأسود في النهائيات.
بالمقابل.. بريق استثنائي يشعل الأمل من جهة أخرى، يستمر أيوب الكعبي في تقديم موسم مذهل مع أولمبياكوس، محققاً أرقاماً بارزة جعلته مرشحاً قوياً لقيادة خط هجوم الأسود في الكان. إذ سجل 12 هدفاً في الدوري اليوناني، إضافة إلى هدفين في دوري الأبطال، مؤكداً استعداده الذهني والبدني. كذلك يقدم إسماعيل صيباري موسماً مميزاً مع بي إس في آيندهوفن، حيث أصبح عنصراً أساسياً بفضل قوته الجسدية وحسه التهديفي وقدرته على صناعة الفرص، بعد مشاركته في 20 لقاء سجل خلالها 10 أهداف وصنع 4 تمريرات حاسمة. ويحافظ عز الدين أوناحي على عروض قوية مع جيرونا، كان آخرها هدفه الرائع في شباك ريال مدريد، وهو ما يعيد الثقة في إمكانياته لأداء مهام حاسمة ضمن خطط الركراكي. ولا يختلف الوضع بالنسبة لعبد الصمد الزلزولي، الذي يظهر استقراراً في أدائه مع ريال بيتيس، معتمداً على سرعته وتأثيره الكبير في المباريات الأخيرة، مما يثبت قدرته على تقديم الإضافة أمام الخصوم الذين يعتمدون الدفاع المحكم.
قرار قريب.. ومرحلة التحضير النهائي وبين هذه الخيارات المتنوعة، يجد الركراكي نفسه أمام مجموعة قرارات، بعضها يفرضه التألق واللياقة، وبعضها الآخر محفوف بالمخاطر جراء الغيابات والشكوك الصحية. وخلال الأيام القليلة المقبلة، سيضع الناخب الوطني اللمسات الختامية على لائحة ينتظرها ملايين المغاربة، وقد تحمل مفاجآت، لكنها ستعتمد بالتأكيد على بيانات دقيقة لضمان أداء قوي في كأس أمم إفريقيا على أرض الوطن.