عادت تايلاند إلى شن عملياتها العسكرية تجاه كمبوديا، حيث عبرت وحدة من قواتها الحدود باستخدام مركبة مدرعة، واستولت على قرية تقع داخل أراضي الجارة. في المقابل، تؤكد كمبوديا أنها لم تبادر بإطلاق النار، وتتجنب أي خطوات تصعيدية إضافية.
تتبادل الدولتان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه صيف عام 2025 بتوسط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أعلن ممثل كمبوديا هون سين أن بلاده قررت وقف الرد على تصرفات الخصم لمدة 24 ساعة. أما تايلاند، فقد كشفت عن إطلاق هجومها، مع التأكيد على نيتها طرد القوات الكمبودية من المناطق التي سيطرت عليها قريباً.
وبحسب وكالة رويترز، أوضح ممثل كمبوديا هون سين أن الجيش أعطى الأولوية لإخلاء المدنيين من المناطق المعرضة للقتال، قبل الانتقال إلى ردود مضادة. وشدد على أن قواته تمتلك تحصينات قوية وأسلحة كافية للدفاع. من جانب تايلاند، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأدميرال سوراسانت كونغسيري عزم بلاده على حماية سيادتها. وأشار إلى أن كمبوديا تستعمل المدفعية وقاذفات الصواريخ والطائرات بدون طيار. كرد على ذلك، أطلقت تايلاند عملية خاصة في خمس محافظات حدودية، معلنة عن خططها لتحرير أراضي في محافظة ترات. نشرت رويترز خريطة توضح المناطق المتضررة بالاشتباكات، والتي تمتد لنحو 200 كيلومتر على طول الحدود بين البلدين، من منطقة ثما داون في الغرب إلى تشوام كونغ في الشرق. كما عرضت وسائل إعلام تايلاندية مثل Thai Surround صوراً من منطقة بان نونغ يا كايو الحدودية، تظهر فيها جنوداً تايلانديين ومركبات مدرعة ضمن عملية “استعادة السيادة”.
وفقاً لصحيفة Khaosod، اخترقت المنطقة العسكرية الأولى التايلاندية أراضي كمبوديا، حيث سيطرت مجموعة “بورافا” العملياتية على قرية بايراشان، وبدأت في بناء خطوط دفاعية. في الوقت ذاته، تجري عمليات إجلاء للسكان في محافظة ترات.
في وقت سابق، وجه كل جانب اتهامات للآخر بانتهاك بنود وقف إطلاق النار. على سبيل المثال، أفاد المتحدث باسم الجيش التايلاندي فينتي سواري بأن كمبوديا شنت هجوماً صاروخياً أدى إلى مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين. خلال الصيف، اندلعت مواجهات مسلحة بين الدولتين، تلتها مفاوضات أجراها ترامب مع قادة البلدين، أسفرت عن هدنة. في الخريف، تم التوقيع على اتفاق سلام برعاية الرئيس الأمريكي. إلا أن “اتفاق ترامب للسلام” لم يستمر سوى شهر واحد، قبل أن تعود الأعمال القتالية إلى الظهور.